مواقف مؤثرة من حياة الصالحات
أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غـراء الجبيـن
الصالحات ..
فهنَّ شموخ في زمن الانكسار
الصالحات ..
وشموع في وقت الظلام
الصالحات ..
منهن من تُبتلى بمرض شديد وتصبر وتحتسب ولا تنقطع عن الدعوة
الصالحات ..
ومنهنَّ من تُخرج من الجامعة لأجل الاختلاط
ومنهن الأم الصابرة على فراق زوجها فهي تقوم برعاية الأولاد وتربيتهم على الخير والفضيلة
الصالحات ..
أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين
أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين
ومنهن أن تسلم وتؤذى لأجل دينها وتُطرد أو يضيق عليها وهي شامخة بإيمانها لا تنثني
ومنهن من لا ترضى إلا بالفردوس الأعلى
فهؤلاء هن القدوات .. الصالحات .. القانتات .. الحافظات للغيب بما حفظ الله .. المطيعات لله .. المُرضيات لأزواجهن ..
محصنات في خدورٍ زوّدت = بالتقى والخلق البذل الأمين
يا بنات الإسلام يا نسل الأولى = سطّروا الأمجاد بالفتح المبين
فتحّوا الأقفال في وجه الضحى = أسعدوا في دنيا ودين
فضيلة الشيخ عبد السلام العييري يروي لنا مواقفا مؤثرة من حياة الصالحات فيقول :
أحمد الله تعالى أن وفقني لجمع سير الصالحات فلقد ظننت أن الصالحات في زماننا أقل من الأزمان الغابرة السابقة لكن لما رأيت وبحثت وجمعت بعض الأخبار وجدت العجب ومما أفرحني ولله الحمد أن توجد بمثل هذه النماذج في زمن الفتن فهن شموخ في زمن الانكسار وشموع في وقت الظلام ..
لما بدأت أقلب الأخبار وأجمع المواقف وقفت أمام نساء يتابعن أمهات المؤمنين ويردن الله والدار والآخرة ..
منهن من تُبتلى بمرض شديد وتصبر وتحتسب ولا تنقطع عن الدعوة ..
ومنهن من تُخرج من الجامعة لأجل الاختلاط ويصعب عليها البقاء كاشفة وجهها للرجال ..
ومنهن الأم الصابرة على فراق زوجها فهي تقوم برعاية الأولاد وتربيتهم على الخير والفضيلة ..
ومنهن من لا تتخلى عن الحجاب وإن أغراها المفسدون .. ولا أنسى نساء فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان اللائي صبرن وجاهدن واحتسبن ودفعن أولادهن لطلب الشهادة ونصر المسلمين ..
ومنهن من تسلم وتؤذى لأجل دينها وتطرد أو يضيق عليها وهي شامخة بإيمانها لا تنثني ..
ومنهن العابدة في مصلاها المعرضة عن زخرف الدنيا ..
ومنهن من لا ترضى إلا بالفردوس الأعلى .. فيهن الداعية الحكيمة المتلطفة بزوجها التي تدعوه إلى الله عز وجل .. فيهن المحسنات المتصدقة على الأرامل والأيتام ..
ومنهن المتسابقات بدور تحفيظ القرآن والمسابقات العلمية ..
وسأختم ببعض النماذج من الفنانات التائبات الصابرات على الأذى ..
أما لماذا هذه المواقف للصالحات ؟ .. فلأننا في زمن كثرت فيه الفتن ولمّع الفساد وضخمت أدوار المفسدات وتهجم المفسدون على المرأة المسلمة وحجابها وحياءها بشتى الوسائل ففي ذكر هذه النماذج دفعة قوية للمؤمنين أن يطمئنوا ويتفاعلوا بقوة الحق وصبر المسلمات في زمن الإغراء
وأردت أحبابي الكرم بهذه المواقف أن أوجه خطاباً غير مباشر للرجال ليعملوا كبعض الداعيات وأن تتحرك الهمم من الرجال والنساء للدعوة إلى الله عز وجل ولا نقتصر على جانب معين بل ذكرت مواقفا متفرقة في العلم والعبادة والصدقات وحفظ القرآن
فهؤلاء هن القدوات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله المطيعات لله المرضيات لأزواجهن
حور حرائر ما هممن بريبة = كضباء مكة صيدهن حرام
متحجبات في الخدور أوانسٌ = ويصدهن عن الخنا الإسلام
إن التاريخ عباد الله ملئ بالمواقف والقصص لكن حرصت أن تكون هذه النماذج من زماننا هذا من نساء عشن في عصرنا ليكون الخبر أكثر أثراً وإني عازم بإذن الله عز وجل على مواصلة المواقف للصالحات لأن الوقت لا يكفي لطرح ما جمعت
وأين مَنْ كانت الزهراء أسوتها = ممن تقفَّت خطى حمالةِ الحطبِ
هذه المحاضرة لم أوجهها للمستقيمات أو الداعيات فحسب بل لكل النساء فإن كانت مسرفة على نفسها أو غافلة فلتقتدي بهؤلاء القدوات
والله أستعين في كل عمل إليه قصدي وعليه المتكل ثم إلى الشروع في المقصود :
النقطة الأولى : متفرقات في همم عجيبة
- عمة أحد طلاب العلم دائماً تصلي ولا تُرى إلا على مصلاها ولما ماتت رأتها قريبة لها على صورة حسنة فسألتها عن حالها فقالت : أنا في الفردوس الأعلى .. قالت : بماذا ؟!! .. قالت : عليكِ بكثرة السجود ..
- أخبرني أحد طلاب العلم أنه اتصلت به امرأة وهي تبكي وظنها أنها قد أذنبت بل قالت له يا شيخ إني قد عصيت الله عز وجل معصية عظيمة . فلما استفسر منها وسألها فإذا هي قد تركت صلاة الوتر البارحة فقالت : هل من كفارة أكفر بها عن ذنوبي ؟
- امرأة أخرى تتمنى أنها إذا دخلت الجنة أن تجلس تحت شجرة وتصلي وتعبد الله عز وجل لحبها للصلاة وتعلقها بها
في السنة الماضية سافرت معنا هذه المرأة وهي من قريباتي سافرت معنا إلى المدينة وقد شق عليها وقت النهي فكانت تبحث عن فتوى أو دليل أ و قول لأحد أهل العلم تريد أن تصلي في وقت النهي حتى تستغل بقاءها ووقتها في الحرم ..
- تقول احدى مديرات دور تحفيظ القرآن لما افتتحنا الدار كان عندنا درج في الشارع ولم نجعل ممراً للعربات لا لكبيرات السن ولا للمعوقات . قالت وفي اليوم الأول للتسجيل فوجئنا بامرأة تجاوزت الستين من عمرها وهي تحبو على الدرج تريد الدخول للدار فالتحقت بهم لكن صعب عليها الاستمرار بعد مدة ولم تستطع أن تواصل الحفظ لكبر سنها وقعدت في بيتها ..
- أم العلامة محمد ابن إبراهيم رحمه الله لما ولدته كانت صائمة يوم عاشوراء ..
- امرأة أخرى عُقد لها سحر وعرضت عليها الرقية الشرعية فامتنعت ولا تريد أن ترى الرجال ولا يراها الرجال فبدأت تعالج نفسها بالقرآن أشهراً تقرأ على نفسها سورة البقرة كل ليلة حتى فك الله عز وجل ما بها من السحر
إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل = فلن يخيب لنا في ربنا أملٌ
- أخرى من الصالحات حفظت القرآن وهي فوق الستين وأخبارها عجيبة لكن ملخص الخبر وملخص هذا الموقف أو المواقف لها أنها تجاوزت الستين ولما ختمت القرآن في رمضان الماضي استأجرت امرأة لا تعرفها ولا تعرفها النساء اللاتي حولها حتى تُسمّع لها القرآن كاملاً ولا يعلم بخبرها إلا قلة من النساء وأخذت العهد على بعض النساء ألا يخبرن أحداً ..
- فتاة بكر كانت حاملاً فصعدت الطائرة في أول حمل لها ولم يُعلم بحملها لما أرادت أن تصعد وكانت مع زوجها في الطائرة فبدأ بها المخاض للولادة فتحملت وتصبرت ولم تخرج صوتاً ولا تألماً وتخشى أن يظهر صوتها للرجال وإذا سأل أحد المضيفين زوجها ما بها ؟ قال تشكو من بعض الآلام فكانت صابرة لا تريد أن تلد بين الرجال بل ولا حتى بين النساء أو يسمع صوتها الرجال أو يراها أحد واشتد بها المخاض وخرج منها الماء قبل الولادة ثم خرج منها الدم وهي صابرة محتسبة ولما نزلوا للمطار وهبطت الطائرة دعا قائد الطائرة بالإسعاف وحضر رجلان من رجال الإسعاف ولم ترضى أن تلد في الطائرة حتى بعد الهبوط فلما ذهبوا بها إلى غرفة الإسعاف ولدت عند الممرضات وصبرت وتحملت ولم ترضى أن تلد بين الرجال ..
- فتاة أخرى لها همة عظيمة شابة معاقة أصيبت في حادث بشلل رباعي جعلها طريحة الفراش أكثر من خمسة عشرة سنة امتلأ جسمها قروحاً وتآكل اللحم بسبب ملازمتها للفراش ولا تخرج الأذى من جسدها إلا بمعاونة أمها لكن عقلها متدفق وقلبها حي مؤمن
ففكرت أن تخدم الإسلام ببعض الأمور فوجدت بعض الأساليب والطرق التي تنفع بها دين الله عز وجل أو تنفع بها نفسها وتنشر دين الله عز وجل فجعلت ما يلي :
أولاً : فتحت بيتها لمن يشاء من النساء أن يزورها أو حتى من الناس من أقاربها ومحارمها أن يزورها ليعتبر بحالها فتأتيها النساء ودارسات التحفيظ ثم تلقي عليهن محاضرة بصوتها المؤثر ..
ثانياً : جعلت بيتها مستودعاً للمعونات العينية والمادية للأسر المحتاجة وتقول زوجة أخيها إن ساحة البيت الكبيرة لا أستطيع أن أسير فيها من كثرة المعونات للأسر الضعيفة ..
ثالثاً : تجهز المسابقات على الكتب والأشرطة وتوزعها على الأسر المحتاجة مع المواد الغذائية .. ويقول أحد محارمها إني لا أستطيع أن أحضر المسابقات إلا من طريق فلانة ..
رابعاً : لا تدع منكراً من المنكرات من منكرات النساء إلا وتتصل على صاحبة المنكر وتنكر عليها ..
أيضاً : تزوج الشباب والشابات عن طريق الهاتف ..
سادساً : تساهم في إصلاح ذات البين وفي حلول المشاكل الزوجية .. إنها امرأة عجيبة والله ..
- امرأة أخرى تطلب من النساء دائماً الفائض من الكتب والأشرطة والمجلات فتعطيها زوجها ليوزعها على محلات الحلاقة وأماكن الانتظار في المستشفيات ..
- من الهمم العالية فكرة عائلية .. فكرت احدى الداعيات فوضعت جدولاً فيه تقييم لسلوك الطفل وحرصه على الصلاة وأخلاقه مع والديه ومع إخوانه وحرصه على النظافة وحرصه على حفظ لقرآن وطاعة الوالدين وقامت بتوزيعه على أفراد عائلتها في الاجتماع الأسري الأسبوعي فأعطت كل أم جدولاً تقيّم ابنها خلال الأسبوع وفي الاجتماع الأسبوعي توزع بعض الجوائز للمتفوقين ..
تقول احدى الأمهات رأيت تحسناً عظيماً كبيراً في سلوك أطفالي انتظاراً لجائزة الأسبوع ..
- أخرى لا يطيعها زوجها أن تذهب للمحاضرات فبدأت تتصل على النساء اللاتي تعرفهن من الجيران ومن الأقارب ومن الزميلات فتحثهن على حضور المحاضرات وهي قليلة الحضور للمحاضرات ..
- امرأة أخرى في مدينة الرياض لها في كل باب من أبواب الخير سهم فهي تساعد الراغب للزواج وتعطي أسرة السجين وتقوم على الأرامل والمساكين ومن أعمالها أنها تسببت في بناء 7 مساجد في المملكة وكفلت 500 أسرة من الأسر المحتاجة وقد كفلت 30 يتيما أيضاً وأسلم بسببها في دولة تشاد في أفريقيا قريباً من 200 ألف رجل وامرأة ..
- امرأة أخرى فتحت دارها للعلم والدعوة والتحفيظ فلما كثرت النساء والأطفال عندها فتحت داراً على حسابها وعلى حسب جمعها مما تجمع من النساء فتحت داراً في مكان آخر ..